حاضرة داخل قلعة

يستطيع الزائر للقصبة ان يتفقد الأسوار المرممة ومنطقة التنقيب الاركيولوجي داخل القصبة، كما يمكنه القيام بجولة داخل النسيج القديم للمدينة القديمة تمكنه من استيعاب تاريخه، مثلما تتيح له في الوقت ذاته اكتشاف مناظر شاملة للمحيط "الاطلسي" وللمدينة.

من النادر ان تنشأ مدينة من صلب قلعة مطلة على البحر، مجاورة للحصون التي اعدت لتأمين المرفاً. وتلك هي حالة أكادير من القرن السادس عشر الى القرن الثامن عشر، حيث كانت هذه الحقبة بالنسبة لها فترة هجران وأفول. بعد ذلك شهدت القصبة نموا على قدر من الأهمية إلى حدود العشرينيات، حيث هجرت تدريجيا أوائل فترة الحماية لفائدة مدينة أكادير الجديدة التي تنامت أسفلها. كانت القصبة تأوي قبل الزلزال عددا من السكان يقل عن ألف شخص تقريبا.

فالزائر من خلال مراحل زيارته للقلعة القديمة من الداخل - تلك القلعة التي أضحت حاضرة فيما بعد ثم تحولت بعدئذ تحولا عنيفا الى مقبرة - سيستأنس بمعلمة تاريخية ذات تاريخ يتسم بالتعقيد في علاقاته بالعالم، وبالمرسى القديم الذي كان بمثابة صلة وصل بين أمم مختلفة.